بسم الله والحمدللهوالصلاة والسلام على اشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين أما بعد:
يقول المجلسي: (اعلم أنّ ما ذكره رحمه الله (قلت: يقصد الصدوق) من فضل نبينا وأئمتنا صلوات الله عليهم على جميع المخلوقات وكون أئمتنا أفضل من سائر الأنبياء هو الذي لا يرتاب فيه من تتبع أخبارهم عليهم السلام على وجه الإذعان واليقين، والأخبار في ذلك أكثر من أن تُحصى.. وعليه عمدة الإمامية ولا يأبى ذلك إلا جاهل بالأخبار) " بحار الأنوار 26/297-298".
سأحاول من خلال هذا الموضوع أن نبين حقيقة هذا الادعاء (افضلية الأئمة على الأنبياء عليهم السلام)، وهل يصمد أمام النصوص الشرعية الثابتة التي لا يخالف فيها مسلم، والغاية إبطال هذه الدعوى.
خطتي في الموضوع:اعتمدت على:
-القرآن الكريم: ذلك أنه الحكم بيننا في حال الخلاف والتنازع، وقد استدللت بالآيات الواضحات الجليات التي لا يختلف عليها اثنان، وعند كل آية تتحدث عن ميزة للأنبياء عليهم السلام أطالب كل شيعي أن ياتيني بآية واحدة من القرآن الكريم في حق أئمتهم تعادل أو تفوق التي ذكرتها.
-الكتب الشيعية: هذا لأنها الحجة التي يلزم الخصم العمل بها.
-العقل: هذا أيضا لأن الشيعة يعتمدونه في أصولهم وسننظر إلى أي مدى سيصمد عقلهم ومنطقهم أمام الحجج الظاهرة لأهل الحق.
القرآن الكـــريم:
قسمت العديد من الاستنباطات قدر المستطاع الخاصة بالأنبياء.
1-الرسل لا يصح الإيمان إلا بهم:
من الضروريات الثابتة أن الإيمان بالرسل شرط أساسي في الإيمان ومن كفر بواحد فقط منهم لم يعتبر مؤمنا ولو صلى وصام وزكى، لا يختلف في ذلك إثنان، والأدلة من القرآن متوافرة لا تحصى.
والأمر لا يتعلق بالناس العاديين فقط، بل بالرسل أنفسهم، فلا يتحقق إيمان رسول من الرسل عليهم السلام في حال أنكر أحدا من الأنبياء، إذ لا يمكن أن يكون عيسى مؤمنا إلا إذا آمن بكل من قبله وهكذا، يثبته قوله تعالى عن نبيه " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسلــه لا نفرق بين أحد من رسله" فأنت تلاحظ أن وصف الإيمان متعلق بعد الله تعالى وملائكته بالرسل دون غيرهم من الناس، فهم الصنف الوحيد من البشر الذين وجب الإيمان بهم دون غيرهم.
فإن قال الرافضي: فأين الإيمان بالآخرة في هذه الآية ؟
قلت: تأمل آخر الآية "وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ...وهنا أريدك يا شيعي أن تعمل عقلك (الذي هو حجة لديكم):
هل يكون الإمام الذي ينكر واحدا فقط من الرسل مؤمنا ؟؟؟
وهل تدلنا في المقابل على لآية واحدة: تثبت بها أن لو كفر واحد من الرسل بإمام واحد كان كافرا ؟؟؟
2-الرسل حجة الله على الخلق:
قال تعالى " لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ".
يؤيده قول علي رضي الله عنه " بَعَثَ اللهُ رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ، وَجَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ، لِئَلاَّ تَجِبَ الْحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الاِْعْذَارِ إِلَيْهِمْ، فَدَعَاهُمْ بِلِسَانِ الصِّدْقِ إِلَى سَبِيلِ الْحَقِّ" (نهج البلاغة من خطبة له عليه السلام مبعث الرسل).
وهنا أريدك يا شيعي أن تعمل عقلك (الذي هو حجة لديكم):
أيــن الأئمة من هذه المـرتبة وهذا الاختصاص؟؟؟وكيف يدعي الشيعة أنهم هم الحجة على الخلق ؟؟؟؟3-الله يمدح الأنبياء:
الأمثلة هنا لا تحصى ولكني أقتصر على بعضها:قال تعالى:
-عن يحيى " وآتيناه الحكم صبيا، وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا".
-عن عيسى " والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا"
-عن موسى " وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني و " واصطنعتك لنفسي"
-عن إبراهيم " ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل...الآية" و " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم" ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة" و " قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً".
- وعن إسحاق ويعقوب " وكلا جعلنا صالحين، وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين"
-وعن سليمان وداوود" وكلا آتينا حكما وعلما".
-وعن إسماعيل وإدريس وذي الكفل " كل من الصابرين، وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين".
وهنا أريدك يا شيعي أن تعمل عقلك (الذي هو حجة لديكم):
الله عز وجل مدح من هم دون الأنبياء: الشهداء، الصديقين، المهاجرين، الأنصار، عباد الرحمن، المتقين، الصابرين على المصائب....إلخ...
لكن أئمتك أين امتدحهم ؟؟؟نريد منك آية واحدة فقط تتحدث عن واحد من أئمتكم تكون في مرتبة ما سبق.
-الله يؤيـد الرسـل بالمعجـزات:
المعجزات الخاصة بالأنبياء عليهم السلام كثيرة أذكر منها:
-إبراهيم: جعل الله النار بردا وسلاما عليه وغيرها.
-لوط: عقوبة الله لقومه هي معجزة له عليه السلام.
-يونس: معجزته في بطن الحوت.
-موسى: كثيرة معجزاته.
-عيسى: لا تخفى على أحد.
-أيوب: قصة مرضه عليه السلام.
وهنا أريدك يا شيعي أن تعمل عقلك (الذي هو حجة لديكم):
هاتوا لنا من القرآن آية واحدة ذكر فيها الله تعالى معجزة واحدة لأئمتكم.
أعظم الناس درجة في الجنة الأنبياء:
قال تعالى" فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ".
والآيات التي يعد فيها الله عباده بالجنة والدرجات العليا تبتدئ في إحصاء الرتب من الأنبياء ولا أثر للأئمة أبدا، وحتى إن ادعى الشيعي أن الصديقين أو الشهداء هم أئمته لم ترق تلك الرتبة إلى مرتبة الأنبياء.
فإن قلتم لم تذكر المرتبة لأنه لا يمكن لأحد بلوغها.
قلت: ادعاؤكم مردود من وجوه:*أنكم تدعون أن الشيعي قد يبلغ مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم إذا تمتع فبطل هذا الادعاء فالرتبة يمكن بلوغها.*أنه لو كانت هناك رتبة أعلى لذكرها الله عز وجل ولو مرة، ولكن كل كتاب الله يدل دلالة واضحة أن لا مرتبة فوق مرتبة الأنبياء.
أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه داخل في الآية.
أن الرتبة التي ثبتت عندنا وعندكم في دعاء الآذان مختصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده ولا يشركه فيها أحد فغنه أمرنا ان ندعو أن تكون تلك الدرجة له ولم يذكر غيره.
وهناك ملاحظة مهمة: هي أن بلوغ المرتبة لا يعني تساوي الأفراد، وإنما يبلغ الأتقياء تلك المراتب فضلا ومنة وتشريفا من الله عز وجل، فلا يمكن بحال أن يكون احد في نفس مرتبة نبي بأي عمل.
وهنا أريدك يا شيعي أن تعمل عقلك (الذي هو حجة لديكم):
أعطونا دليلا واحدا من القرآن على أن أئمتك اعلى مرتبة في الجنة من الأنبياء عليهم السلام ؟
الله سمى سورة باسم الأنبياء:
وأنت تتصفح القرآن تجد سورة "الأنبياء"، وما لا يجادل فيه مؤمن أن الله إنما سمى السور بأسماء أنبيائه كرامة لهم وتعظيما لشأنهم ليس فقط لمناسبة الايات.
وهنا أريدك يا شيعي أن تعمل عقلك (الذي هو حجة لديكم):
الله عز وجل سمى سورا باسم النمل، النحل، البقرة، المؤمنون،...وأئمتكم وهم أعظم من كل هذا ايعقل وهم ركن الأرض و....و....إلخ من خرافاتكم أن لا نجد لهم أي ذكر أو تسمية ؟؟؟
- الله أوحى إلى الأنبياء:الذي لا يجادل فيه مسلم هو أن الله اختص انبياءه بالوحي (وتقدم معنا قول علي رضي الله عنه) ولا يشركهم فيه أحد، ولن يتجرأ شيعي على هذا الادعاء.فإن تجرأ وادعى أن ما يأتي أئمته يبلغ مرتبة الوحي اخذناه إلى النقطة التالية " الأدلة الشيعية".