بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أربعة سموم بيضاء في غاية النقاء السكر – الملح – الطحين – الزيت إن ما ستقرؤه في هذه السطور هو قصة حقيقية وواقعية...
لم تأتي هذه الأفكار من أي تعصب لوني أو فكري، أو من نظرية الغذاء في الين واليانغ،أو عن الطب الأصيل بذاته أو العلوم الحديثة أو القديمة أو أي رأي خاص أو توقّع.... بل هذه هي حياتنا... وهذه كانت حياتي أنا:
متعبٌ دائماً... مريض، وغير قادر على معرفة سبب كل هذا الإزعاج المتواصل. هذه القصة لن تختفي من بالك بسرعة، بل ستبقى في ذاكرتك، لكي تشاركها مع الآخرين العزيزين على حياتك... رجاءً اقرأها واسمح للكلمات بالتعبير عن المقصود منها... اسمح لها أن تُهضم جيداً في فكرك وكيانك.
ما هو الهدف من هذه المقالة؟
كل مادة بيضاء سنتكلم عنها ستقدّم قصة وفضيحة لتأخذ منها النصيحة، بالإضافة إلى طرق تصنيعها وآثارها الخطيرة على الصحة...
فاقرأها بعناية وامضغ الكلمات ببطء، وإلا ستُصاب بسوء هضم فكري!
ماذا تعني كلمة "أبيض"؟
في هذه المقالة، كلمة أبيض تعني شيئاً منقى ومكرر... لا شيئاً جميلاً مثل الثلج أو القطن....
هل من الممكن أن عقول الناس التي صارت "مكررة" تحب استهلاك الأطعمة البيضاء المكررة؟؟؟
ربما لا يهم أولئك الناس أن الطعام كلما ازداد تكريره، انخفض أو انعدم محتواه من طاقة الحياة التي كانت فيه قبل التكرير.
"الفيتا" في اللغة اللاتينية تعني الحياة... واكتشاف الفيتامينات كان محاولةً لتصنيف خصائص الطعام المانحة للحياة.... محاولة جيدة، لكنها فشلت فشلا
ذريعاً!!
يستطيع المرء رؤية المعدلات المتزايدة للأمراض وتدهور الصحة العامة في آخر 100 عام... المغذيات المعزولة والأدوية وحبوب المكملات قد تحمل بعض القيمة العلاجية، لكنها حتى لو أُخذت يومياً وبانتظام، فإنها مهما كانت متكاملة لن تعطي جسمنا كل ما يحتاج من الأنزيمات والألوان والطعومات والطاقة والمعادن وغيرها الكثير، من أجل قيامه بالأداء الأمثل...
إضافة للمكونات الغذائية ونسبتها المُلصقة على علب الأطعمة، هناك العديد من الطاقات الخفية المفقودة، كما صار الأمر معروفاً بالنسبة للكثيرين.
كلما كان الغذاء أو الأعشاب مكررة ومنقاة أكثر، تزداد إمكانية وضعها في تصنيف آخر للمواد وهو: العقاقير.
والعقاقير (أو الأدوية المصنّعة) لها آثار جانبية جسدية وطاقية... ليس على الشخص المستهلك لها فحسب، بل أيضاً على البيئة بكاملها من خلال الهدر الصناعي، النقل، الوظائف منخفضة الرواتب، والاهتمام بالربح على حساب الصحة والاستمرارية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
هل من الممكن أن هذه المواد البيضاء الأربعة، التي تشكل معظم غذاء الناس، تسبب باستمرار آثاراً جانبية خطيرة مثل آثار الأدوية، أو السموم؟؟؟؟ هل من الممكن أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: اتقوا شرَّ الأبيضين، صارت الأربعة في ضريبة التكنولوجيا الحديثة؟! السكر المكرر
الملح المكرر
الطحين الأبيض المكرر
الزيت المكررالجزء الأول من المعركة الكبرى :-
تصنيع السكر المكرر ... المجرم الواضح
يُصنع السكر عن طريق عصر قصب السكر، الشوندر السكري، أو الذرة، ثم معالجتها كيميائياً. وفي تصنيعه يتعرض النبات للغسيل والتنظيف ثم يُعصر بطريقة معقدة، وتُزال منه "الشوائب" بالكلس والحرارة، أو كبريتات وكربونات الكالسيوم.
يساعد التبخير والتكثيف على تركيز العصير، بعدها تتم بلورته في أوعية مفرغة مع إضافة "كحول مُمَثْيَل" (وهو كحول إيتيلي تمّت إضافة مواد سامة جداً له، مثل الميتانول، إيزوبروبانول، ميتيل إيتيل كيتون، ديناتونيوم، وحتى غازولين الطيارات أحياناً، هذا الكحول المُمَثْيَل يُلوّن عادة بالأزرق ويُستخدم غالباً كوقود احتراق وكمذيب كيماوي!!)،
وإضافة الغليسيرين.
يدخل بعدها المزيج إلى جهاز طرد مركزي لفصل السائل منه (دبس السكر)، وتُجفف المادة الكثيفة بعدها بالحرارة ثم تُطحن.
قيمة السكر المكرر الغذائية
يتكون السكر المكرر من غلوكوز وفركتوز بشكل نقي (اجتماعهما معاً يُسمى سكروز). الغلوكوز يُستخدم في الخلايا من أجل الطاقة، ويمكنه أن ينعش روح أحدٍ ما إذا كان يشعر بالكسل أو ثِقل الحركة... معطياً حلاوة لذيذة للحياة.
كما يمكنه أن يهدّئ النوبات، ويحرر الألم ويزيد طاقة الجسم بسرعة....
لكن عندما يزيد استهلاكه، يسبب آثاراً معاكسة تماماً!!!!!!
السكر المكرر وطاقة الجسميحترق السكر في الجسم مثل احتراق البنزين في النار: يشتعل بسرعة، بلهب ساطع، ثم ينطفئ بسرعة.... فإذاً ماذا يحرق؟؟؟
الخلايا والأنسجة تلعب دور مادة حافزة لاشتعال السكر.
والسكر له تأثيران، أولاً يحترق بحرارة عالية وقوة وسرعة... ترتفع حرارة الجسم فتندفع كمية كبيرة من الطاقة إلى الرأس والقسم الأعلى من الجسم.... تتهيّج الأعصاب... وتندفع المعادن والفيتامينات والأنزيمات للمساعدة على أكسدة الغلوكوز.... يخفق القلب بسرعة أكبر، ونتنفس بسرعة أيضاً.
بعد هضم السكر، يظهر تأثيره الثاني وهو البرودة والخمول.
يخمد الوعي وتنام الأعصاب، تنخفض كمية المعادن والفيتامينات وعوامل الطاقة.
ويسبب السكر حالة حمضية في الدم، مما يسبب مناعة ضعيفة للجسم.
بدائل السكر المكرر
السكر البني أو الأسمر ليس بديلاً جيداً أبداً... فهو سكر أبيض أضيف إليه قليل من دبس السكر، فبقي خالياً من الألياف، وبقيت المواد الكيميائية المضافة.
بدائل التحلية الأفضل هي المحليات الطبيعية، كدبس العنب والخرنوب والتمر ودبس الرز والشعير، إضافة للفواكة المجففة بطرق طبيعية.
الآثار الجانبية الخطيرة للسكر المكرر
عندما يطرأ أي اختلال في جسمنا، فإن الغدد الكظرية تُطلق صرخة استغاثة:
"قاتل أو اهرب".... وعندما ترتفع أو تنخفض نسبة السكر في الدم فإنها تعمل بجهد كبير، وهذا ما يحصل عندما نستهلك أي شكل من أشكال السكر المكرر.
هذا يعني فشلاً كلوياً وكظرياً، وانخفاضاً شديداً في حرارة وطاقة الجسم.
يؤدي هذا إلى تدهور وانحلال بطيء، وإمكانية كبيرة للإصابة بالأمراض الفطرية الغازِيَة.
الخمائر والفطريات تحب السكر، لذلك فإن الفائض عن حاجة خلايانا يتجه إلى الخمائر التي يمكنها أن تنمو وتخرج عن السيطرة في قناة الهضم، وتنتشر في كل أجهزة الجسم....
ومن بين آثار السكر الأخرى باختصار:
تشوش الفكر، تقلّب المزاج، كسل الطحال، الغازات، الانتفاخ، التشنجات، الإسهال أو الإمساك، العقم، الضعف الجنسي، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السّمنة، هشاشة وترقق العظام، السرطان، التهاب المفاصل، تسوس الأسنان، مشاكل ما قبل الطمث، ومشاكل سكر الدم.
وإنتظروا في الجزء القادم عن الملح المكرر نتلقي إن شاء الله تعالى
منقول مع التعديل