يواجه مرضى الفشل الكلوى صعوبات فى علاجهم نتيجة الزيادة المستمرة فى اعدادهم سنويا بنسبة 9% وارتفاع تكلفة العلاج الى 115 الف ريال سنويا وضعف الاقبال على التبرع بالاعضاء لزيادة معدلات الزراعة لاصحاب الحالات المتقدمة. وعلى الرغم من زراعة 300 كلية سنويا الا ان 11 الفا اخرين فى مرحلة الفشل النهائى ينتظرون التبرع بالاعضاء لهم وحذرت دراسة صحية صدرت أخيراً من خطورة انتشار مرض الفشل الكلوي مشيرة إلى تضاعف اعداد المصابين إلى 25 مرة خلال الـ20 سنة الماضية ، وعزت الدراسة أسباب انتشار المرض إلى الزيادة الكبيرة في عدد المصابين بمرض السكري بين السعوديين والتي وصلت إلى أكثر من 17% من عدد السكان فيما تبلغ أكثر من 50% بين النساء فوق سن الـ50 عاما، خاصة اللاتي يعانين من زيادة الوزن ، اضافة إلى قلة الحركة والعادات الغذائية الخاطئة.
ويؤكد استشاري أمراض الكلى الدكتور عبدالمجيد النحاس ضرورة التصدي لارتفاع نسبة الإصابة بالفشل الكلوي من خلال المزيد من التوعية والتثقيف الصحي موضحا ان السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم من الأمراض التي تؤدي في نهاية الأمر إلى الفشل الكلوي وذكر ان الاحصاءات الحديثة التي صدرت عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى وجود نحو 150 مليون مريض بالسكر وأن عددهم سيصل خلال السنوات الـ10 المقبلة إلى 400 مليون مريض.
وشدد على أهمية التشخيص المبكر لتقديم العلاج المناسب لمرضى الفشل الكلوي، مشيرا إلى ان المملكة تعتبر من الدول الرائدة في عملية الغسيل الكلوي وإجراء عمليات زراعة الكلى المتقدمة حيث تقوم سنويا بزراعة 300 كلية من المتبرعين والمتوفين دماغيا. كما حذرت دراسة علمية من الإسراف في تناول المسكنات بدون استشارة الطبيب، لأنها من أهم العوامل التي تساهم في زيادة نسبة الإصابة بالفشل الكلوي.
وشددت الدراسة، التي أجراها رئيس قسم الكلى في مستشفى الملك فيصل العام الدكتور حمدي محيلية على ضرورة إجراء الفحوصات الدورية لوظائف الكلى على فترات تمتد من 6 شهور إلى سنة للذين يعانون من ارتفاع في السكر وانخفاض ضغط الدم. وأوضحت الدراسة أن عدم تناول كميات كافية من الماء يساعد على الإخلال بوظائف الكلى. وحذرت مرضى الفشل الكلوى من الإفراط في تناول بعض المواد الغذائية الضارة، ولفتت إلى أن الفشل الكلوي يعني وجود خلل فى وظائف الكلى الإخراجية والهرمونية وعدم قدرتها على التخلص من المواد الكيميائية الضارة والقيام بوظائفها على أكمل وجه. وأن المصابين بالسمنة أكثر عرضة للفشل الكلوي.
توسعة المركز
المواطن (محمد العسيري) شاب في مقتبل العمر يعمل في وزارة التربية والتعليم، يرى ان تفهم المجتمع لظروف ونفسية مريض الفشل الكلوي لاتزال ضعيفة، مُلمحا الى رغبته في استمرار علاجه في مستشفى الحرس الوطني لما تتمتع به من امكانيات كبيرة وأجهزة حديثة مقارنة بمستشفى الملك فهد. واشار الى ان الامكانات في مركز الكلى بجدة جيدة الا انها بحاجة ماسة الى اجراء توسعات للمركز وتحديث للاجهزة المستخدمة.
وقال ان اصابته بهذا المرض لم تثنه عن مواصلة الركض اليومي واستمراره في مجال التربية والتعليم، مشيرا في الوقت ذاته ان الادارة التي يعمل بها متفهمة تماما للظروف التي يمر بها، وقال ان قصة علاجه تعود الى ثلاثة اعوام الى الوراء عندما اصيب قبل 3 سنوات بسرطان في المعدة، وتم علاجه في مستشفيات الحرس الوطني بأمر سامٍ كريم موضحا انه شفي من المرض “الخبيث” الا ان الخلايا السرطانية مالبثت ان عادت اليه مرة اخرى ، مشيرا الى ان الامر زاد صعوبة بعدما اصيب بفشل كلوي، وظل مع هذا المرض يراجع المستشفى لعمل الغسيل الكلوي لمدة 3 سنوات ولايزال.
النظافة والتعقيم
أما المواطن عبدالله عبدالملك (أعمال حرة) فقال ان عمال النظافة في مركز جدة للكلى بحاجة الى تدريب أكثر لمراعاة أهمية بقاء المكان في حالة من النظافة والتعقيم داعيا الى تغيير الموقع بسبب الضيق الشديد وقلة الاماكن المخصصة لغسيل الكلى موضحا انه اصيب بالتهاب الكبد الفيروسي بعد الفشل الكلوي، ولايزال يتمنى من المجتمع التكاتف والتفهم لوضع مريض الفشل الكلوي.
الأجهزة بحاجة لتغيير
اما الشاب محمد المطيري يعمل في جامعة الملك عبدالعزيز يقول انه اجرى زراعة كلى في مصر الا انها لم تنجح، ومنذ ثماني سنوات يجرى الغسيل الكلوي مشيرا الى اهمية استبدال الاجهزة التي تعمل بالمركز الان وتجديدها بأخرى عالية الكفاءة مشيدا في الوقت نفسه بالعاملين بالمركز وطريقة تعاملهم.
اما هيثم محمد براش (يعمل في الارصاد الجوية) يقول انه مصاب بالفشل الكلوي منذ عشر سنوات ، وخلال تلك الفترة واظب على العلاج من أجل الاسرة التي يعولها.
طردوني من العمل
أما (أبو محمد) موظف فيقول تعرضت لمضايقات عديدة في مجال العمل (مؤسسة أهلية) بعد ان علموا بمرضي ومن ابرزها الحسم من الراتب عند حضور جلسات الغسيل، وعزا هذه المضايقة الى تحكم عدد من العمالة الوافدة في سير العمل، موضحا انه بحاجة الى توفير المال من أجل العيش بشكل كريم بعد تراكم الديون عليه.
25 عامًا من المعاناة
اما محمد عياش الذي كان يعمل في حلقة الخضار، اصيب بمرض الفشل الكلوي منذ 25 عاما، وخسر مصدر رزقه، ويقول من خلال هذه التجربة التي وصفها بـ “المريرة” لم استطع العمل بعد ان أخذ المرض مني كل مأخذ، ولم يقف معي أحد من الاقارب او الاصدقاء، واصبحت الان لا اعرف من الاصدقاء الا جهاز غسيل الكلى والعاملين في مركز جدة للكلى الذي قدم لي كل المساعدة، واشار الى تراكم الديون عليه وعدم استطاعته الوفاء بإيجار السكن حتى اصبح مهددا بالطرد في اى لحظة ويقول (سعد فرحان المطيري) اصبت بالفشل الكلوى منذ سنة فقط، وخلالها لمست تفاوت المستوى في تقديم الخدمات الطبية ، ملمحا الى انه من سكان مكة المكرمة ، ويأتي للعلاج في جدة لما لمسه من فرق في الامكانيات الطبية، وقال ان المعاملة في المركز ممتازة، الا انه بحاجة الى توسعة وتوفير اجهزة حديثة. اما أم (أحمد) تقول: بعد ان اصبت بالفشل الكلوي توسط لي أهل الخير لتلقي العلاج، وبعد ان فتحت ملفا في المركز وقفت امامي مشكلة تأمين أجرة المواصلات، مشيرة الى ان ظروفها المادية لا تمكنها من الحضور في مقر المركز، وفي احيان كثيرة تضطر للبقاء وتحمل الآلام المبرحة بسبب عدم توفر (أجرة الليموزين).
إنشاء مركز جديد للغسيل
من جانبه أوضح مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة د.سامي باداوود انه يجرى حاليا العمل للانتهاء من انشاء مركز جديد لعلاج مرضى الفشل الكلوى في جنوب جدة، وأشار ان المبنى الجديد يحتوي على 70 وحدة لغسيل الكلى، وان هذه الخطوة سيكون لها الاثر الايجابي في حل مشكلة المرضى مشيرا الى ان اجراء عمليات الترميم على مركز الكلى بمستشفى الملك فهد سيكون لها اثر كبير في الملاحظات التي يبديها بعض المرضى.
الإثنين ديسمبر 22, 2008 1:29 am
