أيها المسلمون لا يشغلنكم عن ذكر الله مال ولا بنون فإنما (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (الكهف:46) إن الباقيات الصالحات كل عمل صالح وعلى رأسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله عباد الله إن ذكر الله ربح وغنيمة وإن الغفلة عن ذكره غرم وخسارة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تره فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم وإن التره إن التره هي النقص والحرمان فكل مجلس لا تذكر الله فيه ولا تصلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه خسارة عليك أيها المسلمون إن ذكر الله تعالى يكون عاما مطلقا في كل وقت كما قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ويكون مقيدا إما بعمل كأذكار الوضوء والصلاة والحج وإما بزمن كأذكار الصباح والمساء وإما بأحوال ففي الوضوء التسمية في أوله والتشهد في آخره أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين والأذكار بعد الصلوات معروفة ومنها أن تستغفر الله ثلاثا حين تسلم وتقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام وتسبح عشرا وتحمد عشرا وتكبر عشرا فتقول سبحان الله عشر مرات والحمد لله عشر مرات والله أكبر عشر مرات هذه صفة أو تقول سبحان الله ثلاث وثلاثين مرة والحمد لله ثلاث وثلاثين مرة والله أكبر أربع وثلاثين مرة وهذه صفة أو تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاث وثلاثين مرة فالجميع تسعة وتسعون وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لتكون مائة فهذه صفة ثالثة أو تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس وعشرين مرة لتكون مائة فهذه صفة رابعة وكذلك تقول ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأذكار أما الصفات الأربع فإن بعضها بدل عن بعض أي أنك تقول هذا مرة وتقول هذا مرة وفي الحج يقول الله عز وجل (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرا)(البقرة: من الآية200) وأذكار الصباح والمساء معلومة ومنها أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو عل كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم ومن شر ما بعده رب أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر أو سوء الكبر وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر ويقول في الليل بدل أصبحنا وأصبح الملك لله يقول أمسينا وأمسى الملك لله ويقول بدل اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم يقول في الليل أسألك خير ما في هذه الليلة وأما الذكر في الأحوال فأنواعه كثيرة بحسب الحال فمن ذلك الذكر عند الكرب إذا أصاب الإنسان كرب فإنه يقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ما دعا بها صاحب غم إلا فرج الله له بها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند ا لكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم ومن ذلك أيضا الذكر إذا عصفت الريح واشتدت يقول اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ومن ذلك عند الرعد فقد كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد وهو يتكلم قطع الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وقد صنف العلماء رحمهم الله كتبا كثيرة في الأذكار منها كتاب الأذكار للنووي والوابل الصيب لابن القيم والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيميه فرحمة الله عليهم أجمعين اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم اجعلنا في أهلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات من الذين اغتنموا أوقاتهم بالباقيات الصالحات اللهم أعصمنا يا مولانا من الغفلة عن ذكرك ومن التشاغل بما لا يقربنا إليك (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:
واغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الآخرة والأولى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى وخليله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليما كثيرا