تحرص كل أسرة علي تماسك وتقارب أفرادها بعضهم بعضا, ولكن أحيانا تحول الظروف دون هذا التقارب فتتفكك الأسرة وتصبح عبارة عن مجموعة من الأشخاص كل منهم يعيش في واد بالرغم من أقامتهم في بيت واحد, في هذه الحالة تحتاج الأسرة إلي برنامج لإنعاش العلاقة بين أفرادها كما تقول د. دورري لين, أستاذة الطب النفسي وصاحبة موقع علي الانترنت لتقديم النصائح لأفراد الأسر, وفيما يلي خطوات هذا البرنامج:
* اجعلي لكل دقيقة في حياتك معني, فحتي الفترة التي توصلين فيها أولادك إلي المدرسة يمكنك أن تجعليها مرحلة تواصل وتقارب بينك وبينهم بدلا من اعتبارها مجرد واجب تؤدينه كما تقول د. لين التي اكتشفت أن ابنتها تعتبر رحلتها إلي المدرسة كل صباح هي أهم فترة في يومها, حيث تنطلق في الحديث مع أمها كما تشاء.
* انتبهي لألفاظك مع أفراد عائلتك, فالصرامة في الحديث والانتقاد المستمر يوجد جوا من عدم الوفاق كما يري د. باري جاكوب أستاذ الطب النفسي ومؤلف كتاب( دليلك للعطاء العاطفي) الذي ينصح بضرورة الود والاحترام حتي عندما تكونين منزعجة, فالدراسات تؤكد أن هذا يدعم المشاعر بين أفراد العائلة في حين أن الاحتكاك المستمر قد يؤدي إلي التراشق بالالفاظ الذي يصل الي حد الندم بعد ذلك علي القول أو الفعل.
* التلامس بين أفراد الأسرة الواحدة دليل علي التقارب العاطفي والحب, فانتهزي كل فرصة لاحتضان زبنائك والتعبير عن حبك لهم واقتربي من زوجك أيضا ولا تنسي أن تمسكي بيد أولادك وزوجك في المتاجر والطرق, فكل هذه وسائل تعبر عن حبك لهم.
* تمهلي قليلا والقي نظرة علي الأنشطة الفردية التي ينشغل بها أفراد أسرتك, ثم اتخذي قرارا بتقليصها إلي نشاط واحد أو اثنين لكل شخص حتي تستطيعوا مقابلة بعضكم بعضا وبناء علاقات قوية فكيف تقتربون من بعض وأنتم لا تلتقون؟
* خصصي وقتا لقضاء الاجازات أو زيارة الأهل والأصدقاء معا لأن هذا يساعد علي تولد مشتركة بين جميع أفراد الأسرة, وهي الطريقة المثلي, كما يقول د. جاكوب, فيراري, أستاذ علم النفس بجامعة شيكاجو, لتوطيد العلاقات, لأن العلاقات المتقاربة هي التي تبني لنفسها تاريخا وتجعل لنفسها مخزونا تسحب منه خلال الأوقات الصعبة ليعينها علي تخطيها.
* خصصي وقتا تقضيه مع زوجك, حتي ولو كان لمجرد ساعات في الأسبوع وحافظي علي هذا الوقت ودافعي عنه بشراسة فبدون زواج متقارب من الصعب وجود عائلة متقاربة ولا تتركي نفسك لتكوني ضحية لإيقاع الحياة السريع وخصصي يوما في الأسبوع للخروج مع زوجك والذهاب إلي السينما أو الاوبرا ليزداد تقاربكما.
* خصصي وقتا لكل طفل من أطفالك فكل واحد منهم في حاجة إلي وقت خاص به, خاصة في حالة وجود أكثر من طفل فهذا الوقت يجعل من كل واحد منهم يشعر بمكانته المتميزة و بالتالي لا يكون مضطرا لبذل الجهد من أجل الحصول علي اهتمامك, فانفردي بكل طفل من أطفالك لمعرفة رغباته ومشاكله مثل د. فيراري الذي كان يسمح لكل واحد من ابنائه بالسهر معه مرة في الأسبوع ليتبادلا الحديث أو يمارسا بعض الألعاب معا ليشعر الصغير بأهميته في قلب والديه.
* تقديم المساعدة والمساندة عند الحاجة من صفات العائلات المتماسكة والمترابطة, وليتحقق هذا في أسرتك كوني القدوة التي تحرص علي مشاعر الجميع وتسأل دائما: هل انت في حاجة إلي مساعدة؟
* اضحكوا معا, لأن روح الدعابة تقوي العلاقات الشخصية وتهدئ المواقف الصعبة فالنكتة أو الدعابة يمكن أن تخفف حدة التوتر حتي في أحلك المواقف, لأن الضحك له طريقة في ترميم النفوس الحزينة والمتعبة.
* التفوا حول المائدة, فاحرصي علي تدبير وقت يمكن لجميع أفراد الأسرة فيهتناول وجبة مرة في الأسبوع علي الأقل معا لأن تناول الغذاء في جو أسري يفيد في تقوية العلاقات بين الأفراد واثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون الغذاء مع العائلة بانتظام يكون لديهم القدرة علي تحمل الضغوط الحياتية فيما بعد.
* تسلوا معا, فالمجتمع الذي نعيش فيه اليوم يشجع علي الانفصال وليس الترابط, فكل شخص له حياته الخاصة حتي الأطفال كما تقول د. ليبي, والنتيجة أننا نتجه لأصدقائنا للعب والتسلية وتمضية الوقت في حين أنه بالامكان الحصول علي التسلية في المنزل ومع أفراد الأسرة فاحرصي علي توفير العاب جماعية يمكن لأفراد الأسرة المشاركة فيها مثل الكوتشينة والطاولة وشاركيهم اللعب.
* عيشي من أجل مبادئك, نحن نعرف المباديء التي تريدين توريثها لأبنائك لكنهم لن يدركوا قيمتها أو يستوعبوها جيدا إلا إذا قدمنا القدوة لهم, فإذا كان الايمان والدين مهما بالنسبة لك فاحرصي علي اصطحاب طفلتك لتصلي معك وإذا كانت مساعدة الآخرين أو التطوع للأعمال الخيرية من أهم أنشطة حياتك فليكن لأبنائك نصيب في هذا النشاط.. فمثل هذه الخطوات يقوي العلاقات الأسرية و يولد المشاعر الجميلة بين أفرادها وبعضهم.