السؤال الشيعة والسنة مسلمون؛ فما الموانع في اتحادهما في رأيكم؟ وهل فيه من يفتي لتفرقة شمل المسلمين؟ وان كان فما فتواكم نحو هؤلاء من عتاب وعقاب؛ سواء أكانوا سنيين أم شيعة؛ لأنه تبّين حسب ما وافق الأحداث الكبرى والعلامات الكبرى للقيامة السارية المفعول والتي تسلمون بها تبيّن أنهم مؤمنون ولا يحق لغير المؤمن دخول مكة المكرمة؟
الإجابة الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فكلمة الشيعة إذا أطلقت ـ في زماننا ـ فإنما يراد بها الإمامية الاثني عشرية؛ لأنهم يمثلون جمهور الشيعة ولهم دولة ترعاهم وتنصر قضاياهم، وتعمل على تصدير مذهبهم ونشر فكرتهم في الآفاق، وبالنظر إلى عقيدة هؤلاء الإمامية في أمهات كتبهم المعتمدة عندهم نجد أنهم يقولون بعقيدة البداء ـ بمعنى أن الله تعالى يبدو له ما كان خافياً عليه ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً ـ ويكفِّرون جمهور الصحابة وعلى رأسهم الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ويتعبدون الله تعالى بسب أولئك الأخيار، كما أنهم يغلون غلواً منكراً في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى إنهم ليرفعونه فوق مستوى الأنبياء والمرسلين، ولهم قول منكَر في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما أن دينهم قائم على الكذب الذي يسمونه (التقية) حتى إنك لو واجهت بعضهم بما في أمهات كتبهم من تلك العقائد المنكرة فإنه ينكر ذلك ويقول: هذا قول الغلاة عندنا!! لكن المطَّلع على أقوال أئمتهم المعتبرين عندهم من المعاصرين يجد الكلام نفسه والغلو ذاته كقول إمامهم ـ الخميني ـ إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مكانةً لا يبلغها ملكُ مقرَّب ولا نبي مرسَل، وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا تصرفاً في جميع ذرات الكون!!! وهو الذي شبه أبا بكر وعمر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم بالكلاب والخنازير.
وأما دخولهم مكة المكرمة فباعتبار أن عامتهم معدودون في طوائف المسلمين، أما كبارهم الذين يعتقدون تلك الأمور المكفِّرة من القول بتحريف القرآن وكفر الصحابة الأخيار والغلو في آل البيت عليهم السلام ـ وهم عالمون عامدون ـ فإننا نقول: هذه عقائد مكفِّرة، ومن تلبس بها عالماً فإنه ليس من أمة المسلمين، ودونك ـ أخي ـ ما يفعله هؤلاء الروافض بأهل السنة في العراق وإيران وكيف أنهم لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة، بل يقتلونهم شر قتلة ويهدمون مساجدهم ويستهدفون علماءهم وأئمتهم إلى غير ذلك من فعال تنم عن حقد دفين وعداوة أصيلة.
وعليه فإنه لا وحدة بين السنة والشيعة إلا إذا اتحدت أصولهما وزالت تلك العقائد المنكرة من أذهان القوم، أما القول المعسول والمجاملات الباردة فإنها لا تزيد على كونها خداعاً للعامة والبسطاء من الناس؛ وإلا كيف تكون وحدة واتفاق بين من يقول عن الشيخين: رضي الله عنهما، ومن يقول: اللهم العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما؟!! وكيف تكون وحدة بين من يعتقد طهارة أم المؤمنين عائشة وبراءتها وعفتها، ومن يعتقد غير ذلك وأن المهدي إذا خرج سيقيم عليها حد الزنا؟! وأسأل الله أن يهدي كل ضال، والله تعالى أعلم.
منقول لافادة والمناقشة