يعد الشعير من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان حيث أن الشعير هو المادة الأساسية التي كان يصنع منها الخبز في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. كما تشير الدراسات الى أن الشعير زرع في جنوب غرب آسيا قبل الميلاد بحوالي 7000سنة أما في البلدان الأوربية فقد زرع قبل الميلاد بحوالي 2800سنة ويتميز الشعير بقدرته على النمو في جميع الظروف المناخية في المناطق الجافة والحارة أو في المناطق الباردة القريبة من القطب الشمالي ويعتبر الشعير من أقدم محاصيل الحبوب المنزوعة التي استخدمها الإنسان في غذائه مباشرة كعمل الخبز اوعن طريق تغذيه حيوانات المزرعة أو حيوانات الجر التي تساعده في تأدية أعماله الزراعية المختلفة وأيضاً عرفت التلبينة منذ الزمن القديم منذ عهد المصطفي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة في السنن قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالبغيض النافع التلبين" وقد ثبت أن التلبينة قد تساعد في علاج كثير من الأمراض وتحتوي على مواد لها القدرة على تخفيف الاكتئاب.
القيمة الغذائية للشعير:
يحتوي نبات الشعير على كميات وفيرة ومتوازنة من الفيتامينات والعناصر المعدنية والأحماض الامينية والبروتينات حيث من الممكن أن تصل فيه نسبة البروتين أعلى من محاصيل الحبوب الأخرى وأيضا يحتوي الشعير على السكر والنشا ويعتبر نبات الشعير من أغنى النباتات من حيث محتواها الغذائي وتأثيرها البيولوجي على جسم الإنسان وتمثل القوة الغذائية لأوراق الشعير في احتوائه على كميات غير عادية من البيتاكاروتين وأيضاً يحتوي أيضا على فيتامين (ب) vit B complex ب1،ب2، ب6،ب 12) وحمض الفولك وحمض النيكوتونيك وغيرها ونبات الشعير يحتوي على بعض الألياف التي لها قيمة صحية عالية وأيضا تحتوي على بعض المركبات الكيميائية مثل B-glucan التي تساعد على خفض نسبة الكولسترول في الدم ويحتوي الشعير على فيتامين (ج) C التي أظهرت التحاليل المخبرية انه يحتوي عليه أكثر بنسبة سبع مرات من مقداره في الحمضيات كما أن أوراق الشعير تحتوي على معظم العناصر المعدنية الضرورية للنمو وتنشيط جهاز المناعة وتحفيظ إفراز الغدد ومن ابرز هذه العناصر البوتاسيوم والكالسيوم والنحاس والفسفور والمنجنيز والزنك وغيرها وتحتوي أوراق الشعير على الكالسيوم الذي هو مهم ومفيد لتركيب العظام وخاصة لدى الأطفال ويحتوي الشعير على الحديد بكمية جيدة اعلى من نسبته في السبانخ ويوجد في أوراق الشعير 18حمضا امينيا من بينها ثمانية أحماض أساسية التي لا تتوفر إلا في الغذاء وبشكل عام الشعير يعتبر سهل الهضم والامتصاص ويمتاز بمقدرتها على تنظيف السموم المتراكمة في الكبد وخلايا الجسم
الأحماض الدهنية في الشعير :
أهم الأحماض الموجودة في الشعير وبكمية كبيرة هما حمض اللينوليك وحمض اللينولنيك وهذان الحمضان متوافران في زيت الزيتون ومن أهم الوظائف التي تقوم بها هذه الأحماض الدهنية الأساسية إنتاج الطاقة ولها القدرة بالتحكم بالنمو والحيوية والحالة العقلية وحمض اللينوليك ضروري جدا من اجل انتاج كرات الدم الحمراء ويدخلان في تركيب الغشاء الخلوي لكافة خلايا الجسم بدون استثناء، كما يقومان باستعادة النشاط إلى الجسم بعد الإجهاد والتعب، وهذه الأحماض تعلب دورا حاسما من اجل حث النمو لأنها تساعد على زيادة معدل التفاعلات الاسقلابية وخصوصا البنائية منها، ونتيجة النشاط الاستقلابي فانه تتم عملية استهلاك (الشحوم) الثلاثية في عملية الاستقلاب ومن ثم تخليص الجسم من الزائد منها إلى نسبة تصل(70%) كما تساعد هذه الأحماض على تخفيض الكولسترول الموجود في الدم ذلك لأنها تنقله للأنسجة للاستفادة منه بدلا من أن يبقى مرتفعا في الدم.
الشعير ومشاكل الأوعية الدموية:
تشير الدراسات والأبحاث الطبية أن الشعير يمكنه أن يحسن ويرفع من صحة القلب وذلك طبقاً لدراسة حديثة في مجلة علمية متخصصة في الصين في كلية الطب حيث أظهرت الدراسة أن تناول نبات الشعير يمكن أن يخفض مستوى الكولسترول ومعدل تكوين الجذور الحرة في الدم التي هي المسبب الرئيسي لكثير من الأمراض
في هذه الدراسة تم اختيار 36عينة عشوائية مصابة بالسكري النوع الثاني حيث تم تدعيم غذائهم بالشعير بالإضافة إلى مضادات الأكسدة مثل فيتامينات E -C وعادة تعرف مضادات الأكسدة أنها تساعد على التقليل من مشاكل الأوعية الدموية ونتائج هذه الدراسة أظهرت أن تناول الشعير ومضادات الأكسدة له دور في تخفيض مستوى الكولسترول LDL CHOLSTROL وتمنع من حدوث الجلطات الدموية مما يشكل إنقاصاً لخطر حدوث المتاعب القلبية.
الشعير وارتفاع الضغط :
علاقة الشعير بضغط الدم المرتفع فقد أكدت الدراسات والتجارب أن الشعير ومكوناته من الألياف والبوتاسيوم فهي تقي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم وذلك لان البوتاسيوم يعمل على توازن بين الملح والمياه داخل الخلية وأيضا الشعير له خاصية إدرار البول ومن ثم تخليص الدم من الكثير من الأملاح التي تعمل على رفع مستوى ضغط الدم.
الشعير والقولون :
الشعير غني جدا بالألياف غير الذائبة والتي تساعد على امتصاص الماء بكميات كبيرة وتجعل فضلات القناة الهضمية أكثر ليونة الذي يسهل حركتها ومرورها عبر القولون والتخلص منها وتعمل نخالة الشعير على تنشيط الأمعاء وتزيد كتلة الفضلات وسهولة التخلص منها وقدا أكدت دراسات عديدة أجريت في هذا المجال أهمية الشعير في تقليل احتمالات الإصابة بسرطان القولون.
الخلاصة:
مما لاشك فيه أن هناك العديد من الأغذية التقليدية والتي تحتوي على فوائد كثيرة ولكنها مهملة ومنها "الشعير" والذي كما ذكر، يناسب ظروف الزراعة في المملكة ولكن لم يعطى الأهمية المناسبة. حتى انه لا يحتاج إلى كمية من الماء للزراعة ويتأقلم مع جميع الظروف المناخية.كما انه يساهم سواء عن طريق الحبوب أو عن طريق الأوراق الخضراء إلى إمداد الجسم بالعديد من الفوائد الصحية ومنها حماية القلب والعظام ويحتاج إلى تطوير عملية تقديمه سواء عن طريق الخبز أو عن طريق عصير للجزء الأخضر منه.