درجات ومراتب السحر وطرقه المختلفة
يمكن تقسيم السحر إلى ثلاثة أقسام رئيسية و هي :
( أ ) سحر يؤثر من تلقاء نفسه بقوة الساحر الذاتية دون أن يستعين بواسطة إنسان أو جماد أو إلى مواد
نباتية أو حيوانية أو اللجوء إلى استعمال الحروف و الطلاسم و الأرقام و الأجرام السماوية و يكون هذا
السحر هو أقوى و أفتك أنواع السحر وذلك لأنه يكون صادرا عن الشيطان نفسه أو أحد أعوانه المقربين
ويصيب هذا السحر الضحية في النفس أو في المال , و السحرة من هذا النوع هم الذين يتصلون بالشيطان
و يعبدونه و يبرمون معه العقود التي تربطهم به , ويجب أن نلاحظ أن هذا النوع من السحر قد أوشك على
الأنقراض في الوقت الحاضر , و معظم السحرة الموجودين الآن إما ينتمون إلى الفئتين التاليتين و إما
فأنهم من الدجالين المشعوذين الذين لا يفقهون في علوم السحر إلا قليلا و لديهم بعض المعلومات المتناثرة
التي لا يمكن من خلالها التأثير على أحد . . .
( ب ) سحر يقوم به الساحر بمساعدة و إرشاد الأرواح الشريرة مع استخدام جزء أو أجزاء معينة من
إنسان أو حيوان ( سواء كان حيا أو ميتا ) أو نبات أو جماد لأحداث التأثير المطلوب , ولكن هذا النوع
من السحر أضعف تأثيرا من النوع الأول وذلك لضعف القوة التي تسببه وكذلك فأن الساحر يكون عاجزا
بذاته عن القيام به دون الأستعانة بالأرواح الخبيثة , ويلاحظ أن مفعول هذا النوع من السحر لا يستمر
طويلا إلا إذا تكرر عمله عدة مرات , و من السهل علاجه أو إفساد عمله و بطلانه . . .
( ج ) السحر المعقد و فيه يقوم الساحر بالأستعانة بقوة الحروف الهجائية أو الأعداد أو الكواكب و الأجرام
السماوية و ذبذبتها وهذا أصعب أنواع السحر حيث يتطلب معرفة جيدة بكل ما يتعلق بالكواكب والنجوم
والحسابات الفلكية وأطوار الكواكب و النجوم وحركتها من حيث صعودها و هبوطها و ربط كل ذلك بالحروف
و الأعداد و الرموز التي يستعملها و الدلالة وراء كل ذلك , ويتطلب الأمر كذلك إلمامه بمعادلات جبرية وطرق
رياضية و فلكية , و إجراء كل هذه العمليات بدقة متناهية لأن أي خطأ أو فرق و لو ضئيل للغاية سوف يترتب
عليه الخطأ في كل نتائجه . . .
و تختلف طرق ممارسة السحر باختلاف الشعوب فالهنود يمارسون السحر عن طريق تصفية نفوسهم والوصول
بالأرواح إلى درجة من الشفافية والأتصال بالعوالم الأخرى غير المنظورة , أما اليونانيون القدماء فقد مارسوا
السحر عن طريق الأستعانة بأسرار الأفلاك والكواكب , أما طريقة العبرانيين و الأقباط و العرب فكانت الأستعانة
بالأسماء المجهولة المعاني كنوع من العزائم من أجل تسخير الجن واستخدامه في سحرهم