قال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى: إن الولايات المتحدة وحلفاءها لهم مصالح مشتركة مع إيران الشيعية ضد السنة في أفغانستان.
وأضاف: إن الأمر يرجع إلى رجال السياسة ليزنوا المصالح المشتركة هناك مقابل نزاعات رئيسية بين واشنطن وطهران فيما يتعلق بقضايا أخرى.
وقال بتريوس أمام مؤتمر في واشنطن عن التحديات الخارجية التي تواجه إدارة أوباما: إن إعادة الاستقرار إلى أفغانستان سيتطلب توجها إقليميا يشمل باكستان والهند ودول آسيا الوسطى.
وأضاف بتريوس أمام المؤتمر الذي نظمه المعهد الأمريكي للسلام: هناك أيضا مصالح مشتركة بين أفغانستان والتحالف وإيران وإن كان غني عن القول وجود تعارض مصالح رئيسي أيضا.
ويواجه حلف شمال الأطلسي مقاومة صلبة في أفغانستان منذ أن أطاحت القوات الأمريكية بحكم حركة طالبان الأفغانية أواخر عام 2001 بعد هجمات 11سبتمبر على الولايات المتحدة.
وقال بتريوس القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق والذي يرأس الآن العمليات في منطقة من العالم تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى وما ورائها: إن موقف إيران متضارب إلى حد ما في أفغانستان.
وذكر أن إيران التي يهيمن عليها الشيعة لا تريد عودة حكم طالبان السني. وقال لصحفيين في المؤتمر: إنهم لا يريدون أن يروا أفغانستان في قبضة قوات سنية "متطرفة".
ووعد الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بتكثيف الجهود الدبلوماسية للتعامل مع إيران والتحدث مباشرة مع قادتها. وأثارت تصريحات بتريوس احتمال أن يشمل هذا الحوار أفغانستان.
ورغم الحرب الإعلامية بين طهران وواشنطن إلا أن المتابعين للعلاقات بين الجانبين يؤكدون أن هناك مصالح مشتركة وتعاونًا خفيًا بينهما، ويشيرون في هذا الصدد إلى الزيارات المتكررة لسمسار العلاقات الأمريكية الإيرانية هوشنغ أمير أحمدي المقيم في الولايات المتحدة والمقرب من البيت الأبيض إلى طهران والرسائل الأمريكية التي ينقلها إلى القيادة الإيرانية.
نهج جديد لأوباما ضد سنة أفغانستان بالتعاون مع إيران:
وقالت مصادر صحفية أمريكية في وقت سابق إن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يعتزم إتباع نهج جديد في أفغانستان بالتعاون مع إيران.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مستشار أوباما للأمن القومي قوله "إن أوباما يعتزم محاولة إتباع نهج إقليمي بدرجة أكبر بخصوص الحرب في أفغانستان بما في ذلك احتمال إجراء محادثات مع إيران".
ونقل مستشار أوباما عن مسؤول عسكري أمريكي كبير قوله "إن إدارة بوش أبقت على علاقاتها فاترة مع إيران الواقعة على الحدود الغربية لأفغانستان ولكن لابد من أخذها في الحسبان لدى صياغة استراتيجية جديدة لأفغانستان".
ومضى المسؤول يقول "في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل سيكون من المفيد وجود شريك للتفاهم" لبحث الأهداف المشتركة. وأضاف أن الإيرانيين "لا يريدون أن يتولى "متطرفون" من السنة زمام السلطة في أفغانستان تماماً مثلنا".
لولا إيران لما تمكنت أمريكا من إسقاط طالبان وصدام:
وعلى صعيد آخر، أكد الباحث الإيراني محمد غلام رضا أن الحوار الإيراني _ الأمريكي يمكن أن يشهد ربيعاً في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، وقال "إن الحوار بين إيران وأمريكا لم ينقطع، حيث أن طهران كانت في حوار دائم مع واشنطن في بغداد، كما أنها استلمت رسائل من أمريكا عبر السفارة السويسرية".
وأكد أنه لولا إيران لما تمكنت أمريكا من إسقاط حكومة طالبان في كابول 2001 وحكومة صدام في العراق 2003 . وتوقع الباحث الاستراتيجي أن فترة أوباما ستشهد الكثير من المفاجآت فيما يتعلق بملف العلاقات الإيرانية- الأمريكية، وأعرب عن تفاؤله بلقاء إيراني _ أمريكي قريب.